Telegram Group Search
بَرقُ بَنِي أُمَيَّةَ | -_^
كتبت هذه الرِّسالة في قناتي القديمة "أمويُّون" قبل سنتين .. فيها علىٰ تحريم الاحتفال بأعياد الكافرين ما يكفي صاحب القلب السَّليم، بدأتها بدليل من القرآن العظيم، ثمَّ فتوىٰ من فقيه السَّلف المتأخِّرين، وكلام مقتبس لشيخ الإسلام وإمام السَّلف المتقدِّمين، وختمتها…
-
سنين طوال عجاف تمرُّ علىٰ أمَّة الإسلام في زماننا، إذ لم تبق دولة إلَّا وزرع بها اليهود بذرتهم، فدماء المسلمين لا تكاد تتوقَّف في #السودان حَتَّىٰ تجري في #فلسطين، ولا يكاد يشبع أطفال المسلمين في #الصومال حَتَّىٰ يجوع أطفالهم في #اليمن، ولا تكاد نساؤهم تطمئنُّ في #العراق حَتَّىٰ تفزع في #لبنان، ولا يكاد يسقط المحتلُّ الكافر في #سورية حَتَّىٰ يتسلَّط مختلُّ عاثر في #مصر، ولعلَّ ضياع بلاد #الحرمين يفوق ألمه في أفئدة المسلمين ذلك كلَّه ..

إلَّا أنَّ هذه السِّنين العجاف الَّتي نشهدها عيانًا لا حلمًا كالَّذي قصَّه الملك لسيِّدنا يُوسُف عليه السَّلام، كان ينقصها البقرات السِّمان ليكون الشَّبه أوضح، والقياس أفصح، وجاء عيد الكُفَّار ويوم رأس السَّنة لتبدأ تلك السِّمان التَّهنئة والاحتفال به، دون أن تأبه تلك البقرات لحال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وضاربة بالقيم الإنسانيَّة الكاذبة الَّتي صدَّعوا رؤوسنا بها عرض الحائط ولا عتب عليهم ولا كرامة لهم .. نسأل الله أن يفرِّج عن أمَّة مُحَمَّد ﷺ وأن يمنَّ علينا بأعوام تغاث فيها الأمَّة، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
-
أخذ منشوراتنا لا يعتبر سرقةً، سواءً كان عن طريق النَّسخ أو إعادة التَّوجيه أو تصوير الشَّاشة، ولا يلزم إخبارنا أو استئذاننا قبل النَّقل من قناتنا أبدًا، #شرط أن لا يتمَّ تعديل شيء في المنشور، خاصَّة ما يترتَّب عليه تغيير المعنىٰ، وأن لا يكذب النَّاقل بنسبة الكلام له ..

وما دفعني لكتابة هذه الرِّسالة أنَّ إحدىٰ القنوات كانت تنسخ منشوراتنا وتنسبها لها، ولم يستوقفني ذلك يومًا .. لكن ما استفزَّني بعد ذلك هو تعديل المنشورات بحذف صفات العلماء، فيحذفون وصف الفقيه عن ابن عثيمين والعصيمي، ويحذفون وصف الإمام عن ابن باز، ويحذفون وصف المحدِّث عن الألباني، وهكذا .. وأنا ما كتبت تلك الأوصاف إلَّا قاصدًا لها، عالمًا بمعناها، معتقدًا صحِّتها لهم، فمن لم ترضيه نظرتي إلىٰ رجال الأمَّة وجبالها، فحريٌّ به أن لا يستعير قلمي ..

نسأل الله أن يرزقنا وإيَّاكم قبول العمل، وحسن الخاتمة.
-
بعض النَّاس يأبون الرُّجوع إلىٰ الله حَتَّىٰ في يأسهم، فـ تراهم ينقلون أملهم من مخلوق إلىٰ مخلوق، ويكأنَّ الله حرمهم الالتجاء إليه في أشدِّ مراحل حاجتهم إليه .. بل يصل الحال ببعضهم أن ينقل أمله إلىٰ كافر لعين قد اشتهر عنه الطَّعن في عرض رسول الله ﷺ ولا يبالي، وبعضهم يستغيث بسيف يقطر من دماء إخوانه المسلمين في بلد أخرىٰ ..

وانظر في أحوال النَّاس اليوم عندما اشتدَّ عليهم البلاء، قالوا ستنصرنا إيران الكافرة، فخذلتهم، ثمَّ قالوا سينصرنا حزب الشَّيطان من اللُّبنان مع أنَّ خنجرهم لم يجفَّ من دماء المسلمين بعد، فخذلهم الحزب الأصفر، والآن بعد كلِّ هذا الخذلان؛ بدلًا من اللُّجوء إلىٰ الله، يروِّج بعض الأغبياء للاستغاثة مجدَّدًا بمخلوق آخر يظنُّونه حفيد العثمانيِّين، وهو الَّذي باع واشترىٰ أهل الشَّام وأرضهم بأثمان بخسة، وزرع بين العرب والكرد حربًا لا أصل لها، وأهدافه لا تتعدَّىٰ القوميَّة والوطنيَّة، فإن لم نلجأ إلىٰ الله في هذه الأيَّام فـ متىٰ نصحوا ومتىٰ من ربِّنا نقترب وندنوا .. والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

وأخيرًا؛ كذب من قال هذه سياسة، ونافق من قال لا شأن لنا ببعضنا، وخسئ من ظنَّ أنَّ حدودًا وضعها الصَّليب يمكنها أن تقطِّع أوصال الأمَّة، والحرب اليوم حرب علىٰ الدِّين والوعي قبل أن تكون حربًا علىٰ الدِّيار.
-
وقاحة أهل الباطل وارتفاع أصواتهم في الدِّفاع عن باطلهم لا ينبغي لها أن تُرجِف أهل الحقِّ أو تدفعهم لخفض أصواتهم، سواء في الدِّفاع عن الحقِّ أو كشف شبهات الباطل، ومزايدات أهل الزَّيغ والبدع في بعض خيرٍ يفعلونه أو يدَّعون فعله بتهويل إعلاميٍّ غربيٍّ، أو نفاق صحفيٍّ شرقيٍّ لا ينبغي له أن يضرَّ ميزان العدل والشَّريعة في شيء .. فالحقُّ قويٌّ بنفسه، قائم بذاته، يعزُّ أهله ولا يعزُّونه، ويذلُّ أعداءه ولا يذلُّونه ..

هذه سنوات خدعات بل خدَّاعات، فيها ظلمات ومن فوقها ظلمات، ومن غرَّته العواطف أو بعض الكلمات فمحال عليه أن يجد بعد ذلك له علىٰ الحقِّ ثبات، ولا شيء أنفع في الفتن بعد العمل من عبادة الدُّعاء والإخلاص فيه، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
بَرقُ بَنِي أُمَيَّةَ | -_^
- لا يصحُّ في تفضيل الأسماء ما يتناقله كثير من النَّاس علىٰ لسان رسول - ﷺ - قولهم : "( خير الأسماء ما عُبِّد وحُمِّد )"، وهذا لا أصل له في كتب السُّنَّة وليس بحديث صحيح ولا ضعيف. ويُغني عنه ما رواه الإمام #مسلم في صحيحه، أنَّ رسول الله - ﷺ - قال : "( إنَّ…
-
لا يصحُّ في مدح النَّظافة ما يتناقله كثير من النَّاس علىٰ لسان رسول الله - ﷺ - قولهم : "( النَّظافة من الإيمان )"، أو قولهم : "( بُنِيَ الإسلام علىٰ النَّظافة )"، وهي أقوال مشهورة لا تجوز نسبتها إلىٰ رسول الله ﷺ ولو كانت صحيحة في معناها.

ويُغني عنه ما رواه الإمام #مسلم في صحيحه، أنَّ رسول الله - ﷺ - قال : "( الطَّهُور شطر الإيمان )"، وفي حديث آخر صحَّحه المحدِّث #الألباني - رحمه الله - : "( إنَّ الله تعالىٰ جميل يحبُّ الجمال )".

• ونفي صحَّة اللَّفظ أو تضعيف رفعه إلىٰ رسول الله ﷺ لا يعني إبطال معناه، أو عدم العمل بمقتضاه، فالنَّظافة أمر لازم، والطَّهارة خُلُق واجب، لكن لا يتساهل في نَسبِ الصَّحيح من القول إلىٰ الحديث، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
-
فصاحة اللِّسان وقوَّة التَّعبير أركان قوَّة لا بديل لهما عند أيِّ داعية، فإن اجتمعتا مع الجهل أو النِّفاق ونحو ذلك من بواطن الشَّرِّ في صدر واحد، كان الخوف ممَّن جمع ذلك واجبًا عند العقلاء، كيف لا وهي وصيَّة رسول الله - ﷺ - كما صحَّ عنه أنَّه قال : "( إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم بعدي، كلُّ منافق عليمُ اللِّسان )".

ومن تصفَّح مواقع التَّواصل عمومًا، ومتفرِّغي الرُّدود علىٰ اليوتيوب خصوصًا، وربَّما بعض مشرفي منصَّات (أكاديميات) التَّعليم الشَّرعي الافتراضي مشمولون أحيانًا أيضًا؛ وجد من عليمي اللِّسان أمثلة حيَّة، يُخلَط بينها وبين العلماء عند كثير من النَّاس بل عند أغلبهم، فمن أراد الحقَّ فليلزم أهله، وعلماء الإسلام في هذا الزَّمان كثير، وحريٌّ بالعاقل العَطِش أن يختار مكان شربه بدراية، ودين الله وشرعه أحقُّ من الماء بتلك العناية، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
-
#أكره أن أقول ذلك لكنَّ؛ الغالبيَّة في هذا الزَّمان يسعون إلىٰ التَّميُّز والمراتب العالية، وفي الأمور التَّافهة قبل غيرها، ولو بذلوا في سبيل ذلك ماء وجوههم وبعضًا من كرامتهم، في الأسواق أو الأعمال، وفي المدارس أو الجامعات، ويحزن القلب عليهم لا منهم، أن بلغ الواحد منهم من العمر عشرينًا أو ثلاثينًا وهو بعد لا يدرك إلَّا القيم المادِّيَّة دون المعنويَّة، ويدفع في سبيل كلمة المدح أو مراتب الشُّكر راحته وعناءه ..

ونتيجة لذلك صار التَّميُّز الحقيقيُّ في هذا الزَّمان هو الرِّضا المطلق؛ في الأمور المادِّيَّة والمعنويَّة، وفي الأمور الدِّينيَّة أو الدُّنيويَّة، فإنَّ الغثاء الكثير قد غاب عن أذهانهم هذه الحقيقة، ونرجوا الله أن لا نكون منهم، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

قال رسول الله - ﷺ - : " فمن رضِي فـ له الرِّضا، ومن سخِط فله السُّخطُ ".
-
كلُّ من آمن بـ مُحَمَّد ﷺ من أمَّته فهو خيرٌ مِمَّن لم يؤمن برسالته من الكُفَّار الأصليِّين، ولو وقعت من ذلك المؤمن أخطاء وبدع، وإن كانت بدعًا كبيرة فهي لا تُدنيه إلىٰ منزلة الكافر الأصليِّ، نصَّ علىٰ ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أئمَّة الإسلام ..

وما ينتشر اليوم في صفحات بعض المنتسبين إلىٰ السَّلف من الغلاة، قولهم : " أنَّ من يرسل ابنه إلىٰ الكنيسة فـ يتعلَّم كفرهم ويدين بدينهم أقلُّ شرًّا مِمَّن يرسل ابنه إلىٰ المبتدعة من الأشاعرة وغيرهم "، ما هو إلَّا نتيجة جهل مركَّب، وحقد غير مهذَّب، وحركات رعناء، وبُعد عن العلماء، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

سُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن رجل يفضِّل اليهود والنَّصارىٰ علىٰ الرَّافضة ؟ فأجاب :

" الحمد لله، كلُّ من كان مؤمنًا بما جاء به مُحَمَّد ﷺ فهو خير من كلِّ من كفر به؛ وإن كان في المؤمن بذلك نوع من البدعة، سواءً كانت بدعة الخوارج والشَّيعة والمرجئة والقدريَّة أو غيرهم، فإنَّ اليهود والنَّصارىٰ كُفَّار كفرًا معلومًا بالاضطرار من دين الإسلام، والمبتدع إذا كان يحسب أنَّه موافق للرَّسول ﷺ لا مخالف له، لم يكن كافرًا به، ولو قُدِّر أنَّه يكفر فليس كفره مثل كفر من كَذَّب الرَّسول ﷺ ".
بَرقُ بَنِي أُمَيَّةَ | -_^
- كلُّ من آمن بـ مُحَمَّد ﷺ من أمَّته فهو خيرٌ مِمَّن لم يؤمن برسالته من الكُفَّار الأصليِّين، ولو وقعت من ذلك المؤمن أخطاء وبدع، وإن كانت بدعًا كبيرة فهي لا تُدنيه إلىٰ منزلة الكافر الأصليِّ، نصَّ علىٰ ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أئمَّة الإسلام ..…
-
ولا يدخل في هذا مَن كَفَرَ مِنَ المبتدعة، مثل الشِّيعة الَّذين يطعنون في عائشة أمِّ المؤمنين، أو القائلين بتحريف القرآن من المنتسبين زورًا للمسلمين، وغيرهم ممَّن أجمعت الأمَّة علىٰ كفرهم بعد إقامة الحجَّة عليهم، فقد يكونون أكثر شرًّا من الكُفَّار الأصليِّين وقد يكونون مثلهم، أمَّا أصحاب البدع الَّذين يرجَّح إسلامهم مثل الخوارج فلا يصحُّ مطلقًا أن يقال أنَّهم أكثر شرًّا من اليهود والنَّصارىٰ، وإنَّما قد يكونون أكثر إفسادًا منهم كما ذكر الشَّيخ #الطريفي وغيره، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

هذا في الأحكام العامَّة وإلَّا فقد يكون في الخوارج كُفَّارٌ أضلُّ وأفسد من اليهود والنَّصارىٰ، فتكون حالة خارجة عن الأصل ولا تبنىٰ القواعد علىٰ الشَّواذِّ.
بَرقُ بَنِي أُمَيَّةَ | -_^
- الإسراف في الأكل والشُّرب في رمضان #قد يخالف أو يتعارض مع بعض الحكمة من الصِّيام، فلا تخجلوا من صنع صنف واحد من الطَّعام، ولا تجعلوا للإفطار فيه تجاوزًا للحدِّ المعهود في غيره، فإن حرمان النَّفس من الملذَّات في نهاره لا يعني إطلاق العنان لها في ليله، وليس…
-
استقبال رمضان بشراء كميَّات الطَّعام الكبيرة، أو فوانيس الزِّينة والزَّخرفات الكثيرة، ونشر الكتابات والخواطر والحالات، أو الصُّور والتَّصاميم المتنوِّعات، هو أبعد الأفعال عن السُّنَّة وإن لم يكن حرامًا، فإنَّ الشَّيطان إذا عجز عن إيقاع المسلم في الحرام، أشغله بكثرة المباحات والغرق في المكروهات، فإذا أمات قلبه وأحال شهر العبادات موسمًا للعادات، تمكَّن منه من حيث يشعر أو لا يشعر ..

كان علماء السَّلف يتوقَّفون عن حلقات العلم في رمضان كي لا تشغلهم عن القرآن والطَّاعات، مع أنَّ طلب العلم فريضة، فكيف بمن شغلته المظاهر عن القرآن وشهر القرآن !! والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
بَرقُ بَنِي أُمَيَّةَ | -_^
- من اعتاد أن يشكو أمره للبشر، واطمأنَّ قلبه بذلك، وصار عادةً له يرتاح فيها؛ ضَعُفَت رغبته في اللُّجوء إلىٰ ربِّ البشر، فقد اعتقد قوَّةً لغيره، وحولًا بعباده من دونه .. وإن لم يقصد ذلك أو يفكِّر فيه جهرةً، فقد سبقت عليه نفسه بفعله دون إقرار منه، والله المستعان…
-
يضعف الإنسان فيجد نشوته في التَّعبير عن حزنه وألمه في أحيان كثيرة، خاصَّة في فترة الضُّغوطات وزيادة الهموم في حياته، مع أنَّه لا لذَّة خضوعٍ وانكسارٍ أجمل من لحظة نزول الرُّكبتين علىٰ الأرض للسُّجود إذا تفكَّر المسلم في عظم تلك الحركة قبل أن يقول : سبحان ربِّي الأعلىٰ، إلَّا أنَّنا نغفل عن ذلك وتسبق ألسنتنا عقولنا فنبوح لهذا وذاك من مخلوقين ضعفاء مثلنا لا حول لهم أو لنا ولا قوَّة إلَّا بالله، ومن كمل عقله علم أنَّ بريد الشَّكوىٰ عند البشر قلَّ ما يصل وينفع، والشَّكوىٰ نفسها إذا أودعها عند ربِّه الأعلىٰ بعد أن سبَّحه فإنَّ الله - إن استجاب - يذلِّل له من الأسباب ما يكسر به جبابرة الأرض، وتنصره ملائكة السَّماء، وتنقلب لأجله الموازين، وتنسف في ذلك القوانين، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

قال الشَّيخ عبد الرَّحمن السَّعديُّ - رحمه الله - في تفسيره : " الشَّكوىٰ إلىٰ الله لا تنافي الصَّبر، وإنَّما الَّذي ينافيه الشَّكوىٰ إلىٰ المخلوقين "، فـ اللَّهمَّ اجعلنا من الصَّابرين الرَّاضين المرضيِّين، وعلىٰ كلِّ حال الحمد لله ربِّ العالمين.
بَرقُ بَنِي أُمَيَّةَ | -_^
- طالب العلم إذا أغرق نفسه في الكتب، ثمَّ تغافل عن أخطاء المجتمع حوله، وتجاهل مصائب الأمَّة وما يقع عليها في مشارق الأرض ومغاربها، فلبئس ما صنع ولا كرامة، فإنَّه لا خير في علم لا يفضي إلىٰ صالح العمل، ولا خير في عالم كنز علمه وسكت عن قول الحقِّ والوقوف في…
-
الأحرف الثَّلاثة الَّتي شكَّلت كلمة العلم أبت إلَّا أن تُشكِّل معها كلمة العمل، فارتبطا ببعضهما من حينها، إذ لا قيمة للعلم دون العمل، ولا يصحُّ العمل ولا يكمل دون العلم، فالعلوم دون العمل معرفة مذمومة، والأعمال دون العلم ضلالات مشؤومة، والشقاء في كلا الحالين قِسمة محتومة، والتفريق بين هذه الأحوال واجب، إذ تاه النَّاس بخلطهم بين المعارف والعلوم، فترىٰ جيل الشَّباب من ذكور وإناث يتثقَّفون بأمور ما أنزل الله بها من سلطان، ثمَّ لا يجدون في أنفسهم منها نفعًا، في حين أنَّ أصحاب العلم يروِّضون عقولهم ولو بالقليل منه، فاحذروا أهل المعارف والزموا أهل العلم ..

قال الله - سبحانه وتعالىٰ - في سورة #فاطر : { إِنَّمَا يَخْشَىٰ اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }، فالعلم الحقيقيُّ لغةً ما أورث نفعًا وأنتج عملًا، أمَّا اصطلاحًا فهو ما يقرِّب إلىٰ الله وطريق الخير زلفًا، وفي سياق الذَّمِّ قال الله - سبحانه وتعالىٰ - في سورة #النحل : { يَعۡرِفُونَ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ } فالمعرفة هنا مشؤومة إذ لم تخرج أصحابها من الكفر ولم تدفعهم إلىٰ العمل، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
-
يخلط النَّاس بين جمال الوجه ونوره كثيرًا، فتراهم يطلقون نور الوجه علىٰ بعض الفسَّاق أو المبتدعة وهم لا يشعرون، لما يكون في وجوه بعضهم من الجمال الخَلقيِّ المحض، ويطلقون علىٰ بعض الصَّالحين أو المؤمنين ظلمة الوجه أو نحو ذلك، لما يكون في وجوههم من قلَّة الحسن والجمال .. والأبشع من ذلك أنَّهم يتكلَّمون بثقة لا يظهر عليها أنَّها تقبل النَّقد، ومن حفظ لسانه في الدُّنيا عمَّا لا ينفعه ولا يعنيه، صلح - بإذن الله - قلبه لما يسعده في الآخرة ويرضيه .. والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

ذهبت مع صديقي مرَّة إلىٰ السُّوق في نهار حار، وفي أثناء مشينا هنا وهناك والحديث مع البائعين الَّذين لا نعرفهم ولا يعرفوننا، قال أحدهم لصديقي في سياق حديثه : وجهك به نور يا شيخ !! وراح يكرِّرها ويعيدها .. وعندما خرجنا قال لي : أتصدِّق أنَّ وجهًا لم يستيقظ لصلاة الفجر سيكون فيه نورٌ اليوم !! ولكنَّهم يخلطون بين بياض الوجه ونوره، وقد ضاق صدري من كلامه إذ أعوذ بالله من ظهور الصَّلاح، وإبطان غير ذلك ..
-
حضور الجُمُعَة والجماعات في المساجد للرِّجال واجب، والأدلَّة في ذلك كثيرة من الكتاب والسُّنَّة، ويكفينا زجرًا في ذلك أنَّ رسول الله - ﷺ - لم يرخِّص للرَّجل الضَّرير تركَ الجماعة والصَّلاة في بيته، فكيف بمن كان شابًّا مبصرًا قويًّا، وبعد ذلك كلِّه فإذا أكل المسلم ثومًا أو بصلًا أو غيرهما ممَّا تُكره رائحته، ينتقل الحكم من الوجوب إلىٰ خلاف بين الكراهة والتَّحريم، وقول الجمهور في الكراهة لا يسقط قوَّة القول بالتَّحريم أصُولًا، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

قال رسول الله - ﷺ - في الحديث الصَّحيح عند الإمامين #البخاري و #مسلم : "( من أكل ثُومًا أو بصلًا، فَليَعتَزِلنَا، أو قال : فَليَعتَزِل مسجدنا، وَليَقعُدْ فِي بَيتِهِ )" فليس من الورع في شيء أن يخالف المسلم نصًّا صحيحًا، ويصرَّ علىٰ أذيَّة المصلِّين متوهِّمًا صحَّة فعله، فلا هو أطاع رسوله - ﷺ - ولا هو كفَّ أذاه عن أمَّته.
بَرقُ بَنِي أُمَيَّةَ | -_^
- دعم المرأة أو تمكين المرأة، وشعارات كوني قويَّة أو كوني ثورة، وغيرها الكثير .. لا ينبغي أن تخدعكم هذه العبارات الكاذبة، فـ كم من تفاهة كُتب عليها للعقول الرَّاقية فقط وكم من سفيه نطق ببعض الهراء قِيلَ عنه مفكِّرٌ إسلاميٌّ !! بل وزيادة علىٰ ذلك؛ كم مِمَّن…
-
أكثر صور النَّسويَّة المتأسلمة انتشارًا اليوم، تتجَلَّىٰ في واهمات الدَّعوة مرئيًّا عبر مواقع التَّواصل، فترىٰ اسم الدَّاعية فلانة له من المتابعين أعدادٌ تفوق ربَّما أعداد المتابعين لبعض السَّافرات، ومرَّة تلبس الأحمر ومرَّة الأزرق بحجَّة أنَّ الشَّريعة لم تحصر الحشمة في اللَّون الأسود أو الأبيض، فلا هي فقهت أحكام دينها، ولا هي منعت نفسها من إضلال نساء المسلمين في بيوتهنَّ، ولا هي ساعدت الشَّباب علىٰ غضِّ أبصارهم، فالواهمة (الدَّاعية) الَّتي تخرج محتشمة لتحدِّث عن حكم تعطُّر المرأة عند خروجها من بيتها هي نفسها الَّتي تلقي الدُّعابات في مقاطعها، أو تظهر الغَمَزَات في عيونها، أو ربَّما تضع إضاءات ملوَّنة خلف عدسة التَّصوير لتغيِّر لون عيونها في مقاطعها المحتشمة، الَّتي يراها مئات آلاف الشَّباب من العُزَّاب، فإن غافلت زوجها بجهله أو قلَّة غيرته؛ فأنَّىٰ لها أن تجيب ربَّها المحيط بخلقه وخليقته ..

إنَّ الشَّريعة الَّتي منعت المرأة من أن تكون خطيبة علىٰ المنابر، أو ترفع الأذان في المساجد، أو أن تكون في الجيوش وتجاهد، هي الشَّريعة نفسها الَّتي أمرتها أن تبقىٰ في بيتها ليدافع عنها الرِّجال بأرواحهم وأجسادهم، حَتَّىٰ قال ابن مسعود - رضي الله عنه - : " ما تعبَّدت اللهَ امرأةٌ بمثل تقوىٰ الله وجلوسها في بيتها "، والظُّهور في مواقع التَّواصل أشدُّ من الظُّهور في الطُّرقات؛ لما في ذلك من سهولة إطلاق الأسماع والأبصار، وتكرار المشاهدة، والتَّعلُّق أكثر فأكثر، أو نحو ذلك ممَّا يمرض القلوب أو يزيدها مرضًا، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
-
للرِّيَاضيَّات شأن عظيم؛ فهي لا تدخل علمًا أو فنًّا، قديمًا أو حديثًا، إلَّا زانته ورفعت مكانته، إلَّا الأخلاق؛ إن هي دخلتها أفسدتها ..

ليس من أخلاق المسلم معاملة النَّاس بالمثل، فيحسن لمن أحسن، ويسيء لمن أساء، ويردُّ الجميل بقدره، ويعيد الإساءة بمثلها، فلو كذب المسلم على الكاذب، وغدر بالغادر، وسرق السَّارق، وفجر مع الفاجر، لصار شرًّا منهم جميعًا، فكيف به والله - سبحانه وتعالىٰ - يقول عن عباده المؤمنين في سورة #الفرقان : { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا }.

قال إمام أهل السُّنَّة أحمد بن حنبل - رحمه الله - : " حسن الخُلُق أن تحتمل ما يكون من النَّاس " أو كما قالها، فلا تخدعنَّكم عُنجُهِيَّات القوم، وطيش الشَّباب، فإنَّ قوَّة المؤمن الَّتي يحبُّها الله، لَتتكامل مع التَّغافل وحسن الخُلُق مع إخوانه ولا تتعارض معهما، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
-
كلُّ عمل صالح فهو محمود مبارك أجره في هذه الأيَّام، وكلُّ عمل طالح فهو مذموم مضاعف وزره فيها، وما عدا ذلك من المباحات والملهيات فهي إن لم تكن مكروهة عند الرَّحمن، فلا أقلَّ من أن يسعد بها الشَّيطان، إذ يلهي بها عباد الله عن ما يحبُّه الله، في إطار من المشتبهات والمتشابهات.

أفضل أيَّام الدُّنيا بدأت، والمؤمن كيِّس فطن، يعلم أنَّ اغتنامها في البعد عن المعاصي والإكثار من الطَّاعات هو أعظم المطلوب والتَّقوىٰ فيها أجلُّ المقصود، ومن عجز أو تعاجز، فأقعده الشَّيطان أو ثبَّطه، أو - والعياذ بالله - كره الله انبعاثه، فليحرص علىٰ الصَّوم، فإن لم يُطِق صيام الجسد عن الملذَّات من الفجر إلىٰ المغرب في نهاره، فليرغم أنفه علىٰ صيام جوارحه عن الذُّنوب والمعاصي في ليله ونهاره، ومن أراد أن يثقل ميزانه فيها؛ فلا ينسىٰ أنَّ رسول الله - ﷺ - قال : ( ما مِن شيءٍ أثقلُ في الميزانِ من حُسنِ الخُلُقِ )، فسوء الخُلُق في مواسم الخير من تلبيس إبليس، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
-
الخلاف في صوم يوم السَّبت غير سائغ، وجمهور العلماء على كراهية صومه منفردًا تطوُّعًا، والإمام ابن باز يقول جوازَ صومه دون كراهة في جميع أحواله، وقول الجمهور للحقِّ أقرب، إذ ينبغي لمن أراد أن يصوم يوم السَّبت تطوُّعًا أن يصوم يومًا قبله أو يومًا بعده وهذا رأي المذاهب الأربع، ونقل شيخ الإسلام ابن تيميَّة وتلميذه ابن القيِّم إجماع العلماء على مشروعيَّة صومه.

فإذا وافق يوم السَّبت يومًا يُندب صومه، مثل أيَّام البيض، أو يوم عرفة، أو عند من يصوم صيام داوود بأن يصوم يومًا ويفطر يومًا؛ فلا حرج بصومه البتَّة، والقول بتحريم صومه؛ شاذٌّ، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

نقل موقع الدُّرر السَّنيَّة ذلك عن جمع من العلماء، ومن أبرز ما نقله تعليقًا وأكثره اختصارًا، نقلهم : " أمَّا التَّحريمُ فهذا هو القول المُحدَث "، ونقلهم : " وأمَّا القولُ بتحريمِ صيامِ السَّبتِ في غيرِ الفرضِ فهو رأيٌ أقربُ إلىٰ الشُّذوذ؛ لمخالفتِه الإجماعَ الصَّحيحَ ".

فمن رأىٰ بعد ذلك تحريم صوم يوم السَّبت دينًا، ومال قلبه إلى هذا القول، فليس له أن ينكر علىٰ صائميه، والأفضل أن لا يُنكر عليه كذلك؛ درءًا للفتنة.
2024/06/17 16:08:27
Back to Top
HTML Embed Code: